برزت القضايا والمشكلات البيئية في عالم ما بعد الحرب الباردة وأصبحت محل اهتمامٍ دولي، ويهدف هذا الكتاب للتَّعرف على القضايا والمشكلات البيئية، وإلى أى مدى صارت تمثل عاملًا مؤثرًا في العلاقات الدولية، وتم اختيار منطقة القرن الأفريقي كدراسة حالة كونها من أكثر المناطق تعرضًا للمشكلات البيئية في العالم، ودارسة حالة منطقة القرن الأفريقي وتأثرها بالقضايا والمشكلات البيئية والجهود الإقليمية والدولية المبذولة لمكافحتها، وتم التاكيد بأنَّ القضايا البيئية من أبرز الموضوعات التي ظهرت على الساحة الدولية في عالم ما بعد الحرب الباردة، وهي قضايا عالمية من الدَّرجة الأولى لا يمكن تدارك بعضها ومعالجتها إلا من خلال العلاقات الدولية؛ لما لهذه القضايا من تأثير على كل سكان كوكب الأرض سواء كان سببًا لهذه المشكلات أو غير سببٍ لها، وأصبحت تناقش على أعلى مستويات تمثيل الدول فى المحافل الدولية، ومحل تنازع فيما بين دول الشمال ودول الجنوب، وضعف وهشاشة منطقة القرن الأفريقي جعلت المشكلات والقضايا البيئية تتفاقم وتتسع.
ونوصي بترقية وتحديث برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وتنظيم الجهود الدولية والاتفاقيات وإنشاء منظمة عالمية للبيئة، وأخذ الدروس المستفادة من تعافي البيئة وبعض القضايا البيئية وتحسنها خلال انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19) وأنها ليست بالمستحيل أو المتعذر حلها في حال انتهاج سياسات دولية وطرق انتاج واستهلاك تحافظ على البيئة وتساهم في حمايتها وتنميتها بشكل مُستدام.

